فخامة الرئيس, اولا, نود شكر حضرتكم وحضرة زملائكم لاستقبالنا في مكتبكم اليوم, لقد وصلنا الى هنا بصفتنا القادة الروحيين للمسيحيين في الشرق الاوسط بما في ذلك قبرص. ان السبب الرئيسي من هذه الزيارة هو لرفع مستوى الوعي ومناقشة الوضع الغير متوقع للمسيحيين في الشرق الاوسط الذين يشكلون جزءا لا يتجزء من السكان الاصليين المحليين والاقليميين. نحن نشعر بقلق عميق ازاء مازق العديد من اللاجئين السوريين بينهم عدد كبير من المسيحيين الذين لجاوا الى دول مثل لبنان والاردن وهما دولتان خاضعتان لقيادتنا الروحية. غني عن القول اننا منخرطين جدا, كقادة كنيسة, في مساعدة اللاجئين والتخفيف من معناتهم الرهيبة دون اي تمييز.
ونحن كاعضاء في مجلس كنائس الشرق الاوسط قد جمعنا كامل قوانا من اجل مساعدة اللاجئيين السوريين ماليا وماديا, على سبيل المثال, حاوية من الامدادات الطبية والملابس والمواد الغذائية في طريقها من كنيسة قبرص الى مخيم الزعتري للاجئيين السوريين في الاردن,ومكتبنا في عمان يعمل بشكل تام في هذا الصدد. سيدي الرئيس, نحن هنا لنطلعكم على تجربتنا الخاصة وتوجيه نداءنا الى كل شخص او منظمة ذات نوايا حسنة لحماية الوجود المسيحي في الشرق الاوسط وخاصة في لبنان والاردن وسوريا والعراق وفلسطين ودعونا لا ننسى مصر وافريقيا, فمن الواضح ان منطقة الشرق الاوسط وحدودها اصبحت كبركان في طور التقدم. ان مسؤليتنا هي مسؤلية اخلاقية ودينية لتهدئة هذه الاوضاع المتفجرة وان امكن ايقافها سياسيا ودينيا, ونحن نشدد على هذا الموضوع كونه جزء لا يتجزا من المبادرات المختلفة التي تعهدنا بها بالفعل. نحن نؤمن ايمانا راسخا بان الاتحاد الاوروبي والهيئات الدولية الاخرى لديها القدرة على التدخل ووضع حد لاراقة دماء الابرياء ولاء شكل من اشكال العنف التي تحدث تحت اسم “الله”. في هذا الصدد, اسمحوا لنا ان نقترح الاجراءات التالية التي ينبغي النظر بها: اولا: تعزيز الدراسات الاكادمية في الاديان المختلفة عن طريق تعزيز التعليم في المدارس والجامعات والمراكز الثقافية. ثانيا : مكافحة التعصب والتفرد الثكافي والديني الذين هما اعراض التمييز ومكافحة الاستقطاب والكراهية ضد الاخر. مهمة بطريركيات الروم الارثوذكس / كنائس الشرق الاوسط وافريقيا هو امر بالغ الاهمية لان المسيحية الشرقية لا تحمل اثار الثقافة المستوردة والغربية وهذا يعني الحروب العليبية والاستعمار. على العكس تمام فقد كنا جميع الديانات الواحد للاخر, وبهذه الطريقة ترعرعنا معا ثقافيا وتاريخيا. هذا هو السبب في اننا نرفض فكرة صدام الحضارات. مرة اخرى, نود ان نؤكد لكم سيدي اننا على استعداد كامل للتعاون معكم في العمل من اجل السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وخارجه.
غبطة بطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك القدس وسائر فلسطين
مكتب السكرتارية العام – بطريركية الروم الأرثوذكسية نشر في الموقع على يد شادي خشيبون |