العذراء الحنونة - عذراء القبلة الحلوة

posted 17 Jan 2012, 11:19 by Greek Orthodox Church

عذراء القبلة الحلوة – القرن التاسع – الجبل المقدس – دير فيلوثيوس

هذه الأيقونة موجودة في الجبل المقدس في دير فيلوثاوس. تعود هذه الأيقونة الى أيام الملك ثاوفيلوس المحارب للأيقونات. 

 

في ذلك الزمان كان أمير اسمه سمعان وكانت لد دالة كبيرة على الملك وكان متزوجاً من امرأة فاضلة وورعة و تقية اسمها فكتوريا. هذه لمرأة الفاضلة كانت تكرم الأيقونات و كانت تحتفظ بهذه الأيقونة سراً في بيتها، فعندما عرف سمعان رجلها بوجود الأيقونة عند زوجته طلب منها الأيقونة ليحرقها خوفاً من أن يعلم بوجودها الملك وجنوده فيقع تحت اللوم والتوبيخ. إلا أن الزوجة الفاضلة فيكتوريا فضلت أن ترمي هذه الأيقونة في البحر على أن تسلمها لمحاربي الأيقونات. وهكذا كان الأمر.

بعد مدة ظهرت هذه الأيقونة في البحر بالقرب من جبل آثوس مقابل دير فيلوثاس. فقبلها الرهبان بإحتفال كبير ووضعوها في كنيستهم الكبرى. والمكان الذي وجدت فيه الأيقونة قرب الشاطئ أطلق عليه اسم (الماء المقدس) وفي كل عام يوم اثنين الفصح يقومون بزياح كبير من الدير الى هذا المكان حاملين هذه الأيقونة المقدسة.

لقد أظهرت السيدة العذراء بواسطة أيقونتها هذه عجائب مختلفة. من هذه العجائب أنه في احد الأيام أتى زائر الى الدير ودخل الكنيسة، وبعد ان سجد للأيقونة المقدسة ورأى ما عليها من الجواهر والقطع الذهبية، غره الشيطان، فسرق من أمام الأيقونة بعض هذه القطع وفر بها هارباً. ثم دخل مركباً وانطلق في البحر، فبعدما أقلع المركب وسار مسافة قليلة، وقف. ولم يتمكن قائد المركب أن يواصل سيره بالرغم من كل محاولاته. فتعجب جميع الركاب لهذا الحادث.

شعر رهبان الدير بسرقة القطع الذهبية من أمام الأيقونة فأخذوا يفتشون، ويبحثون عن السارق ولكنهم لم يعثروا على أحد. لاحظ الرهبان وجود المركب في وسط البحر ساكناً في مكانه، فأرسلوا بعض الرهبان من أجل المساعدة، ولما وصلوا المركب، اعترف السارق بما فعل، وردَّ القطع المسروقة، فللوقت عاد المركب الى وضعه الصحيح، فعاد الرهبان الى قاربهم وسار المركب في البحر بلا مانع وكأن شيئاً لم يكن. ففرح الرهبان وأدوا مجداً لله و شكروا السيدة العذراء التي أظهرت قوتها بنوع عجيب.

وهذه عجيبة أخرى من عجائب هذه الأيقونة، وهي ان أحد الزوار جاء الى الدير، وطلب ن الرهبان أن يقصوا له عجائب السيدة العذراء التي تمت في ديرهم، فقص له أحد الرهبان عما كان يعرفه بكل بساطة. ولكن الزائر اعتبر أن كل هذه الأخبار خرافات وحكايات لاتصدق.

بعد قليل صعد الزائر الى مكان مرتفع في الدير، فسقط من فوق الى أسفل، عندئذٍ شعر بأن ذلك كان قصاصاً له بسبب قلة ايمانه، فصرخ للحال: "يا والدة الإله اعينيني". فلم يصبه أدنى ضرر، فأسرع للإعتراف بما حدث له